كلمة الأمين العام الحمد لله الذي نزَّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، والصلاة والسلام على مَنْ بعثه الله بالحنيفية السمحة، متمِّماً لمكارم الأخلاق، وعلى آله وصحبه نجوم الهدى، ومصابيح الدُّجى إلى يوم التلاق. أما بعد: فإن القرآن العظيم نور الله المبين وصراطه المستقيم، الذي أخرج به الناس من ظلمات العبودية والتفرق والجهل، إلى نور الوحدانية والصراط المستقيم، قال تعالى: (قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) المائدة 15-16 وهو رسالة الله سبحانه إلى الإنسانية كافَّة، ويحمل أسمى عقيدة، وأشمل شريعة، وأفضل منهج للحياة، وهو طريق العزة والسعادة في الدنيا والآخرة. وقد اعتنت المملكة العربية السعودية منذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله بالقرآن الكريم، واتخذته دستوراً لشؤون الحكم والحياة. وتابع أبناؤه مسيرة البناء والعطاء على منهج راشد، ونبراس وضَّاء على هَدْي من الكتاب العزيز. وكان من مفاخر المملكة ومآثرها الجليلة إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، ويُعَدُّ أكبرَ منشأة تقنية في العالم مختصة بطباعة القرآن الكريم وخدمة علومه، تُشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد. وقد حقق الله عز وجل ما كانت تنشده هذه الدولة – أعزَّها الله – من هذا المجمع، فها هي إصداراته من المصاحف الشريفة بالروايات المشتهرة في العالم الإسلامي، وترجمات معانيه إلى اللغات المختلفة، والمصنفات القيمة في علوم القرآن الكريم، والتحقيقات العلمية الرصينة تصل إلى جميع أنحاء العالم. وهذه الإنجازات شاهد ينطق - ولله الحمد - بما تحقق لهذا المجمع بفضل الله من أعمال عظيمة تخدم كتاب الله، وما يتصل بعلومه. أسأل الله عز وجل أن يديم علينا آلاءه، وأن يوفق ولاة الأمر، ويسدد خطاهم، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظهم الله جميعاً. والحمد لله رب العالمين. المزيد